تعرف على مرض "عضة البرد" لتتجنبه...

نسخة للطباعة2017.01.19

د. سعيد سلام - كييف

عندما تهبط حرارة الجو إلى ما دون الصفر يكشّر البرد عن أنيابه ليعض بعض مناطق الجسم مسبباً أذىيكون أحياناً عنيفا للغاية، لا يصلح معها أي دواء، ويبقى البتر الوسيلة العلاجية الوحيدة.

عضة البرد (Frostbite)– مرض بسببه يتأذى الجلد والأنسجة الرخوة التي تحته نتيجة البرد، ويحدث بسبب التعرض لدرجات حرارة شديدة الانخفاض لفترة طويلة (درجة حرارة تتراوح بين 2 – 4 درجات مئوية تحت الصفر، أو أكثر).

عضة البرد او التثليج أو لسعة الصقيع هي الحالة الناجمة عن تلف في أنسجة الجسم نتيجة البرد الشديد ونقص في الدورة الدموية.

يظهر هذا إما على شكل حروق (تدعى بالحروق الباردة)، أو تورمات في الأجزاء الأكثر تعرضا للبرودة المفاجئة.

وتكثر الحوادث الخطرة في المناطق الباردة الجبلية، حيث يكون الجو قارساً ومصحوبا برياح باردة، يساعد التعب والارهاق ضعف الدورة الدموية، والجوع، والتعرض للبرد وقتاً طويلاً على الإصابة، أما أجزاء الجسم الأكثر تعرضاً لذلك هي المناطق التي تكون فيها الدورة الدموية غير كافيه كنهايات الاصابع واصابع القدمين وطرف الانف وشحمة الاذن، وأكثر الاشخاص عرضه لعضة البرد الاطفال وكبار السن.

وتزداد العضة سوءاً كلما تزامنت مع تعرض الجسم للرطوبة ووجود الرياح، لأن حرارة الجسم تتهاوى بسرعة في مثل هذه الظروف.

عندما يتعرض الجسم للبرد يرسل الدماغ إشارات إلى الأوعية الدموية المحيطية، خصوصاً إلى الأطراف، للانقباض من أجل تقليل كمية الدم المتدفقة إليها لمصلحة الأعضاء الحيوية كي يتم تزويدها بما تحتاجه من الغذاء والهواء لتمارس مهامها، وكذلك من أجل الحفاظ على درجة حرارة الجسم ثابتة.

وإذا استمر تعرض الجسم لدرجات حرارة منخفضة، وفي حال استشعر الدماغ أن الجسم بات مهدداً بنزول حرارته إلى ما دون المستوى الطبيعي، فإنه يرسل اوامر إلى الأوعية الدموية لمنع رجوع الدم البارد من الأطراف إلى الأعضاء الداخلية الأمر الذي يشجع على حصول عضة البرد.

ويمكن لعضة البرد أن تصيب الجميع ومن كل الفئات العمرية عند التعرض لدرجات حرارة منخفضة لفترة طويلة، إلا أن هناك أشخاصاً أكثر عرضة لخطر عضة البرد من سواهم:

1- المصابون بمرض السكري بسبب المضاعفات التي يتركها المرض على الأعصاب والأوعية الدموية التي تجعل أطرافهم تتعرض للبرودة الشديدة من دون أن يحسوا بها كما يجب.

2- صغار السن والشيوخ.

3- الأشخاص الذين لا يرتدون ملابس ملائمة لتفادي البرد.

4- الأشخاص الذين تكون ملابسهم مبتلة.

5- المصابون بمرض رينو.

6- الأطفال الذين يعانون من أمراض عقلية ولا يملكون الوعي الكافي بضرورة تغطية الأجزاء المعرضة للبرد.

7- الذين يظلون أوقاتاً طويلة في الهواء الطلق وفي جو شديد البرودة، مثل الصيادين، والباعة المتجولين، والمشردين.

8- المدمنون على المشروبات الكحولية والمدخنون والمرضى الذين يتناولون أدوية معينة تتسبب في نقص التروية الدموية في الأطراف.

الأعراض:

في البداية تظهر عضة البرد كإحساس بالبرد مؤلم مع شحوب الجلد، ثم يشعر المريض بالتنميل ثم تصبح المنطقة المصابة قاسية وبيضاء وشمعية.

الأعراض الاولى تكون على هيئة احساس بالتنميل والوخز يليه الإحساس بالتخدير. في بداية الإصابة يشعر المريض بنبض او الم في مكان الإصابة، ثم بعد ذلك يفقد الإحساس تماما ويشعر كأنه قطعة خشب و انتفاخ و قد يكون مملوء بسائل نتيجة رشح السوائل تحت الجلد.

الجلد المصاب بعضة البرد يكون قاسياً ، شاحب ، بارد ولا يوجد به أي إحساس بسبب انقباض الأوعية الدموية وعدم وصول الدم الي المنطقة في الحالات الشديدة جداً تسبب عضة الثلج تورم الخلية، وتجلط في كريات الدم الحمراء وصفائح الدم، وارتفاع ضغط موضعي، تكون فقاعات.

وتقسم عضة البرد إلى ثلاث درجات:

- الدرجة الأولى: تسمى لسعة البرد، وفيها يشكو المصاب في المكان المعرض للعضة من الوخز، والاحمرار، والخدر، والحكة، والإحساس بالبرد، والشحوب، وقد يتغير لون البشرة إلى الأبيض.

- الدرجة الثانية: وتسمى عضة البرد السطحية، وتشاهد في المناطق السطحية من الجلد، ويعاني الشخص المصاب من الخدر، والألم الحارق، ومن اصفرار لون البشرة أو تحوله إلى اللون الأبيض الرمادي. وقد تظهر فقاعات تغطي المنطقة عند تدفئة الجزء المصاب. وفي شكل عام لا تسبب لسعة البرد ضرراً دائماً في الجلد.

- الدرجة الثالثة: ويطلق عليها عضة البرد العميقة، وهنا تمتد الإصابة إلى أعماق الجلد، ويعاني المريض في هذه الدرجة من الألم، والتورم، وضعف جزئي في الإحساس يتطور لاحقاً إلى غياب كامل للإحساس، وإذا ظهرت بثور سوداء أو بداية تشكل نسيج أسود فهذا يكون دليلاً على حدوث التموت.

العلاج:

تعالج هذه الحالة بناء على شدتها. فإن كانت بسيطة، فبالإمكان علاجها بالإسعافات الأولية التي تهدف إلى التدفئة التدريجية للمنطقة المصابة كما يلي:

الإسعافات الأولية

* نقل المريض إلى جو أكثر دفئاً.

* تغيير الملابس المبللة بملابس جافة.

* مراقبة درجة حرارة الجسم، وعلاج اي انخفاض في درجة الحرارة بتدفئة المريض.

* لف المنطقة ببطانية إن كانت المنطقة المصابة هي أحد الأطراف لحمايته.

* الحرص علي عدم المشي عندما تكون القدم مصابة بعضة البرد، واتباع خطوات المعالجة المقترحة.

* نقل المريض فورا الي مركز الإسعاف.

* اذا كانت عضة البرد منتشرة في أجزاء واسعة من الجسم، إعطاء المصاب سوائل دافئة لتعويض الفاقد من سوائل الجسم،و نقله الى اقرب مركز صحي او مستشفى.

المعالجة المقترحة في المنزل

* قم بنقع أقدامك بماء دافىء جدا لمدّة بضع دقائق (3-5 دقائق ويجفف بطريقة اللمس فقط وليس الفرك). 

* قوم بعمل حمّام للأقدام بالملح الإنكليزي، دون محاولة فرك الجزء المصاب.

* يمكن استخدام بعض المراهم او الادويه ولكن بعد استشارة الطبيب للتخفيف من الاعراض  والمضاعفات.

العلاج الطبي:

* تدفئة الجلد: إن لم يكن قد أجري ذلك مسبقاً، حيث يقوم الطبيب بتدفئة المنطقة باستخدام الماء الدافئ على المنطقة المصابة التي تغمر فيه لمدة 15-30 دقيقة, و قد يترافق ذلك مع تلين الجلد و تحول لونة للأحمر أو الأرجواني، و غالباً ما يعطي الطبيب المريض أحد مسكنات الألم لأن عملية تدفئة الجلد قد تكون مؤلمة.

* الضماد: يقوم الطبيب بلف المنطقة المصابة بالتجمد باستخدام ضماد سميك و ذلك لحماية الجلد، كما قد يحتاج الامر إلى دعامة أو جبيرة في حال إصابة العضلات أو العظم. و يتم رفع الطرف بعد ذلك لتخفيف التورم.

* إزالة النسيج المتضرر (التنضير): يجب إزالة الجلد المتجمد و المتضرر و النسيج المتموتو ذلك لكي يتم الشفاء بشكل مناسب. و للتميز الجيد بين النسيج السليم و النسيج الميت قد يقوم الطبيب بالانتظار لثلاثة أشهر قبل إزالة النسيج المتأذي.

* المعالجة المائية: يمكن للعلاج بالماء أنيساعد في الشفاء عن طريق تنظيف البشرة و إزالة النسيج المتموت بشكل طبيعي.

* مضادات الالتهاب الفموية: إذا كان الجلد أو الحويصلات التي عليه مصاباً بالإنتان, سيقوم الطبيب بوصف أدوية مضادة للالتهاب.

* الجراحة: قد تحتاج الإصابة إلى الجراحة أو الزرع ي بعض الحالات الشديدة و ذلك لإزالة النسيج الميت أو المتحلل.

الوقاية من عضة البرد

يمكن الوقاية من عضة الصقيع. يجب على الاشخاص المهيئين للاصابة القيام بالأمور التالية للبقاء بأمان ودفئ:

* ابق يديك وقدميك دافئتان، ارتدي قفازات وجوارب دافئة عند الخروج في الطقس البارد.

* قم بعمل تمارين للإحماء قبل الخروج، حتى يتوزع الدمّ بشكل صحيح إلى الأجزاء المتأثّرة مثل الأقدام.

* قلل من الوقت الذي تمضيه خارج المنزل في الطقس البارد أو العاصف أو الرطب. و انتبه للنشرة الجوية و أخبار العواصف. ففي الطقس الشديد البرودة أو العاصف، يمكن أن تتطور عضة الصقيع على الجلد المكشوف خلال دقائق.

* قم بارتداء عدة طبقات من الملابس الواسعة و الدافئة بدلاً من طبقة واحدة. فالهواء المحبوس بين طبقات الملابس يعمل كعازل ضد البرد. وارتدي ملابس مضادة للهواء أو المياه كطبقة خارجية لتحميك من الهواء والثلج والمطر. و اختر طبقة داخلية تمتص الرطوبة و تبعدها عن جلدك.

*قم بارتداء قبعة تغطي أذنيك بشكل كامل. فالقبعات المصنوعة من خيوط ثقيلة أو الصوف تعتبر الاختيار الأفضل لحماية الرأس من البرد.

* قم بارتداء قفاز يغطي اليد و الرسغ بدلاً من الدي وحدها, فذلك يؤمن حماية أفضل.

* تنبه لعلامات عضة الصقيع. فالعلامات الباكرة تتضمن الاحمرار و التنميل و الوخز.

* خطط لحماية نفسك. فعندما تسافر في الطقس البارد, احمل معك مؤنة إسعافيه و ثياب دافئة في حال انقطعت بك السبل.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس

العلامات: 
التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022