في حوار معه.. الأسعد: طلابنا الأنشط، ومواقف أوكرانيا تخدم حقوق الشعب الفلسطيني

في حوار معه.. الأسعد: طلابنا الأنشط، ومواقف أوكرانيا تخدم حقوق الشعب الفلسطيني
د. محمد الأسعد السفير الفلسطيني لدى أوكرانيا
نسخة للطباعة2012.05.18

في حوار معه، قال السفير الفلسطيني لدى أوكرانيا د. محمد الأسعد إنه يشعر أن الطلاب الفلسطينيين من أكثر الطلاب العرب نشاطا في أوكرانيا، وقال إنه يطمح إلى أن يتم الاعتراف بالجالية الفلسطينية كأقلية قومية في أوكرانيا، كما أكد أن مواقف أوكرانيا المبدئية كانت ولا تزال تخدم حقوق الشعب الفلسطيني وتدعم قضيته.

وفيما يلي نص الحوار، الذي أجراه مع السفير محمد صفوان جولاق - رئيس التحرير.

أوكرانيا برس كم يبلغ عدد الطلاب الفلسطينيين في أوكرانيا، وما هي أبرز مجالات دراساتهم؟

عندما كانت أوكرانيا في فلك الاتحاد السوفيتي السابق، وصل عدد الطلاب الفلسطينيين في أوكرانيا إلى ما يقدر بنحو 6 – 7 آلاف طالب، ومعظمهم كان يدرس بمنح يقدمها الاتحاد، وبعد انهياره توقفت هذه المنح.

يبلغ عدد الطلاب الفلسطينيين حاليا في مختلف جامعات ومعاهد مدن أوكرانيا نحو 1500 طالب، يدرس معظمهم الطب البشري، بالإضافة إلى عدة مجالات واختصاصات أخرى.

وأنا أشعر حقيقة بأن طلبتنا هم من أنشط الطلاب العرب في أوكرانيا، وبعضهم متميز ومتفوق في دراسته، كالطالب محمد حجوج الذي أنهى دراسة الطب في مدينة دنيبروبيروفسك.

أوكرانيا برس ما هي أبرز المشاكل التي تواجه الطلاب الفلسطينيين في أوكرانيا، وما هي الخدمات التي تقدمونها لهم في السفارة؟

لا توجد – في حقيقة الأمر - مشاكل بمعنى المشاكل بالنسبة للطلاب الفلسطينيين حاليا، فالطالب الذي يأتي يدفع أقساطه ويساعد نفسه بنفسه، على عكس ما كان عليه الوضع في ظل النظام السوفيتي.

الخدمات التي نقدمها لطلابنا لوجستية تتعلق بتجديد الجوازات وتصديق الشهادات وغيرها من الأوراق والوثائق، ولا أنس الإشارة إلى جهود منظمات المجتمع المدني التي تعنى أيضا بشؤون الطلاب وتقدم لهم الخدمات المختلفة والمساعدة والدعم أيضا.

وأريد أن أشير إلى أننا توجهنا إلى الجهات المعنية آملين أن نحصل على منح دراسية، وتلقينا منها وعودا مبشرة.

أوكرانيا برس ما هي رسالتكم إلى الطلاب الفلسطينيين في مختلف جامعات ومعاهد أوكرانيا؟

الطلاب أبنائنا، وسيعتمد مجتمعنا على إمكانياتهم مستقبلا، وهم أصحاب قضية، وهذا يفرض عليهم بذل الجهود والعطاء للنجاح والتفوق، وعكس صورة القضية، ونحن بدورنا سنقدم كل المساعدات اللازمة والممكنة لأي طالب منهم.

أوكرانيا برس كيف تشكلت وتتشكل الجاليات الفلسطينية في أوكرانيا؟

الجاليات الفلسطينية في باقي الدول تشكلت بهجرة من هرب من الحرب وبحث عن مستقبل أفضل، أما في أوكرانيا   فأبناء الجالية هم الذين درسوا في جامعاتها ومعاهدها وبقوا بعد ذلك فيها مشكلين مجتمعا فلسطينيا مصغرا.

في 14 تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2010 تم عقد المؤتمر الأول للجالية في العاصمة كييف، ثم عقدت عدة مؤتمرات مماثلة في عدة مدن يتواجد فيها الفلسطينيون، كخاركيف وأوديسا وسيمفروبل، وأعتقد أنه في القريب العاجل سيتم عقد مؤتمر يجمع بين الجاليات الفلسطينية في جميع المدن.

أوكرانيا برس ما هو الهدف من قيام الجاليات؟، وكم يبلغ تعداد أبنائها؟

الهدف من الجاليات هو ترتيب البيت الفلسطيني، وإقامة مؤسسة تستطيع الدفاع عن الفلسطينيين، والعمل على خدمة القضية الفلسطينية ودعمها بشكل رسمي أفضل، إضافة إلى إحياء المناسبات الوطنية، ومد جسور التواصل بين أوكرانيا وفلسطين، وعلى كافة الصعد.

أعداد أبناء الجاليات متفاوت بين مدينة وأخرى، ففي كييف توجد حوالي 350 عائلة فلسطينية، وفي أوديسا توجد حوالي 100 عائلة، وفي خاركيف تتراوح أعدادها بين 90 – 120، وكذلك الأمر بالنسبة لمدينة سيمفروبل، أما في باقي المدن فالأعداد أقل بذلك بكثير، ولكن ثمة اتصال دائم معهم لكي يبقوا تحت مظلة البيت الفلسطيني الذي يجمعهم.

من الصعب تحديد الأعداد الدقيقة لأبناء الجالية، لأن منهم من لم يدخل في عضويتها بعد، ونأمل أن تعمل الهيئات الإدارية للجاليات على ضمهم إليها.

أوكرانيا برس من هم أبناء الجاليات؟، وما هي مجالات عملهم أو نشاطهم في أوكرانيا؟

أبناء الجالية هم من يحملون الجنسية الأوكرانية أو من أبنائهم الذين يبلغون سن الرشد، ومجالات عملهم متعددة بحسب دراساتهم واختصاصاتهم، فمنهم من يعمل طبيبا في المستشفيات الأوكرانية، أو يمارس العمل التجاري من خلال الاستيراد والتصدير، أو الاستثماري الزراعي والصناعي، وفي النهاية كلهم إيجابيون في المجتمع الأوكراني، ويعملون على بنائه.

أوكرانيا برس هل تمثل الجاليات الفلسطينية في أوكرانيا أطيافا سياسية دون أخرى؟، وهل تعكس حالة الانقسام في الداخل الفلسطيني؟

لا أعتقد أن الجالية الفلسطينية تمثل طيفا سياسيا دون آخر، فهي مولود جديد يجب الحفاظ عليه، شعارها أنها لكل أبنائها، بعيدا عن السياسة واللون وغيرها من الأفكار. هي بيت لكل أوكراني من أصل فلسطيني، وأرى أن سياسة الهيئات الإدارية تعكس هذا الأمر، فبالنسبة لهم الوطن واحد، وتشكيلة أعضاء الهيئات أيضا تعكس التنوع والوحدة.

أوكرانيا برس ما هي أبرز هموم الجاليات الفلسطينية في أوكرانيا برأيكم؟

أبرز هموم أبناء فلسطين في أوكرانيا هو هم الوطن دون شك، ففلسطين الجريحة الحزينة لا تزال تأن صارخة لأبنائها في الداخل والخارج للوقوف إلى جانبها، ومهما تغرب المواطن الفلسطيني سيبقى همه الأساسي هو فلسطين.

توجد هموم داخلية أخرى، ومنها ما يعانيه أسرانا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وسمعنا منذ أيام عن رفض القضاء الإسرائيلي التماس الدفاع عن الأسيرين بلال دياب وثائر حلاحلة، إضافة إلى الآلاف من المعتقلين والأسرى.

ومن الهموم إنهاء الاستيطان الجاثم على الأراضي الفلسطينية، ومعاناة أبناء قطاع غزة من الحصار الاقتصادي والأمني التعسفي الذي يسبب الجوع لهم.

وعلى صعيد الهموم الخارجية يبرز هم الظهور بالشكل الحضاري في المجتمع الأوكراني، وكذلك قضية الاعتراف بالفلسطينيين كأقلية قومية في أوكرانيا.

أوكرانيا برس هل تريدون أن يتم الاعتراف بالفلسطينيين كأقلية في المجتمع الأوكراني؟

نحن نأمل ونطمح إلى أن ترتقي الجالية إلى ذلك، ولم لا؟، هم مواطنون أوكرانيون، منخرطون في المجتمع، ويخدمونه في مجالات مختلفة، ولذلك فعليهم العمل لنيل هذا الاعتراف.

أوكرانيا برس ما هي الآمال المنشودة من قيام الجاليات، والمعلقة على نشاطها؟

نحن نسعى مع الجاليات ليكون لهم صف واحد، وكلمة واحدة، ومؤسسة واحدة تجمعهم كبقية الأقليات المعترف بها، ونريد أن تمارس الدبلوماسية الشعبية التي تساعد على حشد الدعم السياسية والمعنوي والمادي لشعبنا.

وفي هذا الصدد أريد أن أشكر الجاليات العربية التي وقفت وتقف دائما إلى جانبنا معنويا وأخلاقيا، كالجالية الأردنية والفلسطينية وغيرها، وكذلك اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد".

وأنا أدعو الهيئات الإدارية إلى العمل بنشاط لضمان مستقبل الأجيال القادمة من الجالية الفلسطينية، والحفاظ على تاريخهم وهويتهم وثقافتهم العربية والإسلامية، كما في عدة دول غربية أخرى كألمانيا والأرجنتين.

حصلت في الآونة الأخيرة بعد الإشكاليات بين بعض أبناء الجالية الفلسطينية في كييف، ورسالتي إليهم أن وحدتنا هامة من أجل فلسطين، وأن علينا أن لا نهدر الطاقات، وأن لا نحول البوصلة في كييف عن وجهتها. وأنا متأكد أنني سأجد آذانا صاغيا من قبل أبناء الجالية.

أوكرانيا برس ما هي أبرز الأحداث التي تفاعلت معها السفارة والجاليات والطلاب خلال عام مضى؟

أول حدث هو توجه القيادة الفلسطينية للحصول على عضوية كاملة لفلسطين في الأمم المتحدة، فعندها وقف الفلسطينيون في أوكرانيا دعما للقيادة والسفارة، وكان من ذلك تنظيم اعتصام أمام مبنى فرع الأمم المتحدة في العاصمة كييف، وكذلك تحرك عبر وسائل الإعلام الأوكرانية للتعريف بحجم أهمية هذا التوجه.

والحدث الثاني هو اليوم الثقافي الفلسطيني الذي كان عرسا. لقد قدمت أبناء الجالية تفاعلا كبيرا لإنجاح الحفل الذي أقيم بهذه المناسب، من خلال الدعوات والتبرعات لدعوة فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية وزيارة وزيرة السياحة د. خلود دعيبس ونجل الرئيس محمود عباس، وهو الحفل التي تم استعراض أكبر لوحة في التاريخ.

ومن أبرز الأحداث كانت قضية اختطاف المواطن الفلسطيني ضرار أبو سيسي من أوكرانيا، في عملية قرصنة خرقت السيادة الأوكرانية، فقد تفاعلت الجالية وتفاعل "الرائد" قدر المستطاع، ونحن لا نزال نطالب السلطات الإسرائيلية بإطلاق سراحه.

ومن الأحداث البارزة أيضا إحياء يوم الأرض والتضامن مع الشعب الفلسطيني، لقد شعرت خلال الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة بعظم الجهود التي قدمها الفلسطينيون في أوكرانيا، فكان الحضور الشعبي والرسمي كبيرا جدا ومشرفا.

أوكرانيا برس هل صدر عن السلطات الأوكرانية أي رد فعل رسمي أو جديد بخصوص اختطاف المواطن الفلسطيني ضرار أبو سيسي من أوكرانيا العام الماضي؟

لم يصدر عن السلطات الأوكرانية أي شيء رسمي حتى الآن، لكنها تعمل على إطلاق سراحه، وقبل أسابيع صرح رئيس الداخلية السابق بأنه سيبحث مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي قريبا "الموساد" لمتابع قضية أبو سيسي، وإطلاق سراحه.

أوكرانيا برس هلا حدثتنا باختصار عن تاريخ العلاقات الأوكرانية الفلسطينية؟

تعود العلاقات إلى الحقبة السوفيتية، عندما كانت أوكرانيا جزءا من المنظومة الاشتراكية، وبداياتها كانت بقدوم الطلاب الفلسطينيين إليها بغرض الدراسة.

أوكرانيا كانت عضوا مستقلا في الأمم المتحدة، وممثل لجنة حقوق الإنسان الدائم كان وزيرة خارجيتها الأسبق يفهين أودوفينكو، وهو ممن شارك بصياغة ودعم قرار حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.

لقد كان الموقف المبدئي لأوكرانيا - ولا يزال - يخدم حقوق الشعب الفلسطيني.

في العام 1996 قام الرئيس ليونيد كوتشما بزيارة إلى فلسطين، وفي العام 1999 زار الرئيس الراحل ياسر عرفات أوكرانيا، وفي العام 2001 تم الاعتراف الدبلوماسي وافتتحت سفارة فلسطين في العاصمة كييف، وفي العام 2007 زار الرئيس فيكتور يوتشينكو الأراضي الفلسطينية.

أوكرانيا برس ما هي أبرز مجالات العلاقات الثنائية؟

تشهد العلاقات الثنائية في الآونة الأخيرة تطورا لافتا، من خلال الزيارات الرسمية بين الجانبين خلال العام الماضي، فقد زار أوكرانيا عدة وفود رسمية فلسطينية، ويتم الترتيب حاليا لزيارة وزير الخارجية رياض المالكي إلى أوكرانية.

ومن المنتظر أن يقوم وفد أوكراني رفيع المستوى بزيارة فلسطين في القريب العاجل، وهذا ما نعمل حاليا على ترتيبه أيضا.

ولدينا أفكار ونية أن يزور الرئيس الفلسطيني محمود عباس أوكرانيا، آملين أن يتحقق ذلك في القريب العاجل.

كما زارت عدة فرق فلكلورية فنية الأراضي الفلسطينية، وأحيت أيام الثقافة الأوكرانية في عدة مدن، وخلالها التقوا مع عدة شخصيات فلسطينية سياسية واجتماعية ودينية.

العلاقات الفلسطينية الأوكرانية تشمل مجالات متعددة إضافة إلى ما ذكرت، فهنالك مذكرات تفاهم ثنائية في مجال الزراعة والتجارة، ومن المنتظر التوقيع على اتفاقيات للتفاهم السياسي والسياحي قريبا.

في الآونة الأخيرة زار نحو 20 – 25 ألف مواطن أوكراني الأماكن المقدسة في الأراضي الفلسطيني، ونأمل أن تزيد هذه الأعداد أكثر فأكثر، لأن ذلك يساعد الاقتصاد الفلسطيني.

أوكرانيا برس ماذا ترون في أفق العلاقات الأوكرانية الفلسطينية؟

أوكرانيا تقف دائما إلى جانب فلسطين في المحافل الدولية، وتصوت لصالح القضية الفلسطينية، ونحن ننظر إليها كدولة صديقة، نطمح إلى تطوير علاقاتنا معها لكسبها كصديق للشعب الفلسطيني.

أوكرانيا عانت من الحروب وضحت في مواجهة النازية، وهي تعلم ما معنى الظلم، وأستشعر من شعبها وقيادتها حجم التعاطف مع القضية الفلسطينية، وهذا يساعد القضية في المحافل الدولية وصولا إلى حقوق الشعب الفلسطينية ومحاسبة الاحتلال.

أوكرانيا برس

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

العلامات: 

التعليقات:

(التعليقات تعبر عن آراء كاتبيها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس")

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022