أوكرانيا: زيارة بوتين للقرم خرق واستفزاز

أوكرانيا: زيارة بوتين للقرم خرق واستفزاز
الخارجية الأوكرانية: زيارة بوتين خرق للقوانين والسيادة الأوكرانية
نسخة للطباعة2014.05.10

محمد صفوان جولاقرئيس التحرير

بمناسبة يوم النصر على النازية، زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إقليم شبه جزيرة القرم، وشارك بحضور استعراض عسكرية نظم في مدينة سيفاستوبل بهذا المناسبة.

الزيارة أثارت غضب السلطات الأوكرانية في العاصمة كييف، فاعتبرها رئيس الوزراء أرسيني ياتسينيوك استفزازية، وقال إن أوكرانيا تنظر إلى الزيارة كتواجد رئيس دولة أجنبية على الأراضي الأوكرانية.

وجدد ياتسنيوك تأكيد أوكرانيا على أن القرم يبقى جزءا من الأراضي الأوكرانية، رغم إعلان استقلاله ثم ضمه إلى الأراضي الروسية أواسط شهر آذار/مارس الماضي، بعد إجراء استفتاء مثير للجدل، لم تعترف به معظم دول العالم.

وأصدرت وزارة الخارجية الأوكرانية بينان احتجت من خلاله على الزيارة، معتبرة أنها خرق للقوانين والسيادة الأوكرانية، ولقوانين المجتمع الدولي، ولمعاهدات الصداقة والتعاون والشراكة الموقعة بين البلدين.

واعتبر البيان أن "روسيا ماضية في عملياتها الاستفزازية التي تزيد التوتر بين البلدين، ولا تريد احتواءه عبر الوسائل الدبلوماسية".

تصعيد مستعمر

وكلل حدث تشهده أوكرانيا الآن، قسمت زيارة بوتين الشارع الأوكراني وآراء المحللين، بين من اعتبرها تصعيدية وذات دلالات، وآخرين اعتبروها دليل دعم ضروري للقرم جنوبا، وللحراك الانفصالي في مدن الشرق الأوكراني.

أليكسي غاران مدير معهد التحليل السياسي في العاصمة كييف رأى في اتصال هاتفي معنا أن زيارة بوتين تعمد لاستفزاز الغرب إلى جانب أوكرانيا، تهدف لإبراز القوة، والتأكيد على أن القرم منطقة سيتعاظم نفوذ روسيا فيها، وفي هذا تهديد غير مباشر لأوروبا الغربية وحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقال علي حمزين رئيس قسم العلاقات في مجلس شعب تتار القرم، وهو أبرز مؤسسة تترية عارضت الانفصال، قال لنا في اتصال هاتفي إن التتار غاضبون من هذه الزيارة، ويصرون على أن القرم أرض أوكرانية استعمرت مؤقتا من قبل روسيا.

دعم ضروري

في شرق أوكرانيا ينظر الانفصاليون كما تنظر شريحة واسعة من الناس إلى الزيارة على أنها دعم قوي وضروري من قبل روسيا التي تعلق عليها الآمال لسد الفراغات وتقديم البدائل.

نيكولاي ماكارينكو أستاذ العلوم السياسية في جامعة مدينة لوهانسك الوطنية، قال إن انفصال القرم وضعه أم واقع الاعتماد الكامل على أوكرانيا، في مجالات الطاقة والمياه والغذاء، والزيارة تحمل بعدا آخر إلى جانب بعدها العسكري، ففيها تأكيد على اهتمام روسيا بتعويض القرم كجزء منها.

ورأى أن الزيارة ستزيد الحراك الانفصالي زخما في شرق أوكرانيا، وربما وستشعله أكثر في مدن لا يزال فيها ضعيفا، كمريوبل وأوديسا وخاركيف وحتى زوبوريجيا.

وقال أيضا: "بعد الزيارة والاستعراض العسكري، أعتقد أن أراضي القرم والشرق الأوكراني ستصبح مناطق نفوذ وانتشار عسكري روسي كبير بعد أسابيع، خاصة إذا ما نجح استفتاء الاستقلال المقرر إجراؤه في الحادي عشرن من الشهر الجاري بمنطقتي دونيتسك ولوهانسك".

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022