أوكرانيا وروسيا على أعتاب حرب جديدة عنوانها "التجارة"

نسخة للطباعة2015.11.26

موسكو وكييف تهددان بعضهما البعض بمنع المبادلات التجارية، فبعد المواجهة في شبه جزيرة القرم وإقليم الدونباس، أوكرانيا وروسيا يفتحان جولة جديدة من الصراع، الموسوم هذه المرة بـ"الحرب التجارية".

حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2015 تضاءل بأكثر من مرتين، ولكن الطرفان على مايبدو لا يريدان التوقف عند هذا الحد.

الحكومة الروسية قررت شن "حصار غذائي" ضد أوكرانيا بداية من 1 يناير 2016 وذلك بسبب دخول اتفاق منطقة التجارة الحرة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ.

من جهتها سلطات كييف تعتزم الرد بالمثل، وتطبيق حظر على السلع الروسية على أراضيها.

الجانبين يخسران مئات الملايين من الدولارات، ولكنهما لاينويان مع ذلك التوقف.

موقع "كوريسباندنت" الأوكراني قدم معلومات جديدة حول الحرب التجارية المعلنة بين أوكرانيا وروسيا نستعرض لكم أبرزها في هذا السياق.

موقف روسيا:  مع بداية السنة الجديدة 2016 تذهب روسيا الى فرض حظر شامل على توريد المنتجات من أوكرانيا، وذلك ردا على بداية عمل منطقة التجارة الحرة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، والذي تخشىموسكو بعد افتتاحها أن تدخل السوق الروسية السلع الأوروبية عبر السوق الأوكرانية، إما عن طريق التهريب أو تحت ستار أنها سلع أوكرانية.

ومع ذلك فإن رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف لا يستبعد أنه في حالة التفاوض سيمر الأمر دون فرض أي حظر، على الرغم من أن فرصة حدوث ذلك شبه معدومة.

رئيس الوزراء الروسي قال أنه خلال العام الماضي، تم التوصل إلى اتفاق على إجراء مشاورات بين أوكرانيا وروسيا والاتحاد الأوروبي لإيجاد أرضية مشتركة في المسائل التجارية، وهذا هو السبب الذي أدى الى تأجيل الشراكة الاقتصادية بين أوكرانيا مع الاتحاد الأوروبي.

"لقد اتفقنا مع الأوروبيين بأن لدينا عام للعمل من أجل الانتهاء من هذا الأمر، ولكن النتيجة، صفر، لا شيء حتى الآن يعبر بأن هناك احتمال أن يتم التوصل إلى أي اتفاق، ولكن المعجزات تحدث أحيانا في بما في ذلك في مثل هذه الأمور" قال ميدفيديف.

رد أوكرانيا:  رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك قال سوف نرد في حالة الحظر الروسي بمنطق "المرآة" على واردات المنتجات الأوكرانية بداية من 1 يناير.

القائمة النهائية للمنتجات التي تخطط الحكومة لحظرها ينتظر الموافقة عليها نهاية نوفمبر، وذلك حتى يمكن أن تدخل حيز التنفيذ اعتبارا من 1 يناير 2016.

الحكومة أيضا وبعد شهرين، من الحصار الغذائي الذي يفرضه تتار القرم وناشطون، قررت حظر الشحن بأي وسيلة من وسائل النقل عبر الحدود الإدارية بين أوكرانيا وشبه جزيرة القرم المحتلة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الحكومة الأوكرانية تدرس إنهاء العقد بين شركة الطاقة الأوكرانية ونظيرتها الروسية  فيما تعلق باستيراد الطاقة من روسيا.

موقف الإتحاد الأوروبي: الاتحاد الأوروبي لن يقوم بتعويض فقدان السوق الروسية في أوكرانيا بعد بدء الاتفاق بشأن منطقة التجارة الحرة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي في 1 يناير 2016. هذا ما صرح به المفوض الأوروبي لسياسة الجوار الأوروبية، يوهانس هان، الذي يعتبر الشخص المفتاح للسلطات الأوكرانية  في بروكسل للسلطات.

"نحن، بالطبع، كانت ولا زلنا ضد أي أعمال من شأنها عرقلة التجارة. لأننا قدمنا بالفعل الكثير من المال لمجال الأعمال في أوكرانيا من أجل فرص جديدة في التصدير وخلق ظروف جديدة في السوق".

وقال المفوض الأوروبي إن أوكرانيا كان لديها الوقت الكافي للاستعداد لمثل رد فعل الاتحاد الأوروبي.

ما الخسائر: قدر رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك فقدان الصادرات الأوكرانية السوق الروسية في عام 2016 في حالة الحظر التجاري بـ 600 مليون دولار.

ووفقا له، فإنه على مدى السنوات الثلاث الماضية، أوكرانيا قللت ثلاث مرات الاعتماد على السوق الروسية، من 35٪ إلى 12.5٪.

وزير السياسات الزراعية والغذائية الأوكراني أليكس بافلينكو من جهته قال إن الحظر الذي يمارسه الكرملين لن يؤثر على التنمية الزراعية الأوكرانية.

"في الواقع، فإن هيكل الصادرات من المنتجات الزراعية والغذائية لبلدان رابطة الدول المستقلة يمثل حاليا 11 في المائة فقط. في آسيا وإفريقيا والاتحاد الأوروبي للمقارنة يمثل 47 و 26 و 14 في المئة على التوالي" يقول وزير الزراعة الأوكراني.

الأكثر اعتمادا على السوق الروسية هم الموردون الأوكرانيون للحم الخنزير ولحم البقر والحليب والخضروات والفاكهة.

كبير الاقتصاديين في المركز الدولي للدراسات أنجيلا بوشي تقدر حجم الخسائر الأوكرانية في حالة الحظر الثنائي بـ420-430 مليون دولار.

"إذا قامت روسيا بفرض حظر على المنتجات الزراعية والغذائية، خسائرنا ستمثل ما يقرب من 220 حتي 230 مليون دولار. وإذا ماقمنا بحظرا على نفس القائمة من السلع، فإن خسائنا ستبلغ نحو 200 مليون دولار. وفي الوقت نفسه علينا أن نبحث عن أسواق جديدة ليس فقط من أجل بيع المنتجات، ولكن أيضا الأسواق القادرة التي توردنا بالحاجيات" قالت بوشي.

فيما ستكون العقوبات الأوكرانية على روسيا ضربة قاسية على المناطق الواقعة على الحدود مع أوكرانيا، بحيث ستشعر بفقدان المنتجات الرخيصة وذات الجودة من البلاد المجاورة، بحسب ما يقول اندريه موفشان رئيس البرنامج الاقتصادي في مركز كارنيجي في موسكو.

وسيرتفع بحسبه حجم التهريب، لكن على العموم فإن الحصة الإجمالية للمنتجات الأوكرانية في السوق الروسية لن تؤثربشكل كبير على الاقتصاد الروسي.

تأتي هذه التهديدات المتبادلة الجديدة بين روسيا وأوكرانيا لتجعل علاقاتهما تتطور من سيء الى أسوء.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الإعلام المحلي

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022