حملات تحذيرية من خطر الألغام المنتشرة جراء النزاع في أوكرانيا

نسخة للطباعة2016.04.11

تحذر لافتة بيضاء كبيرة على جانب طريق في شرق أوكرانيا الخاضع لسيطرة المتمردين من خطر الألغام الأرضية التي لا تزال تحصد الأرواح في هذه المنطقة على رغم تراجع حدة المعارك.

فقد أصبحت الوقاية عاملا أساسيا بحسب السكان.

وتروي أولغا وهي تراقب في منطقة "رمادية" أي واقعة بين مناطق سيطرة الأوكرانيين والمتمردين، قيام اللجنة الدولية للصليب الاحمر بنصب أولى اللوحات التحذيرية "هذه الألواح ضرورية فهي تجعل المنطقة أكثر أمنا".

هذه الممرضة البالغة 28 عاما والمقيمة في المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون في طريق العودة إلى ديارها بعد زيارة إلى أقربائها من الجانب الآخر من خط الجبهة، في رحلة تقوم بها شهريا مع الخشية في كل مرة من حصول حادث.

وتقول أولغا "لدي انطباع بأنه في أي لحظة قد تمر حافلة فوق لغم أو أن أحد المارة سيحاول السير على قارعة الطريق" مجازفا بحياته.

وتضيف الشابة "أعيش في أولينيفكا في مكان قريب من حاجز التفتيش (التابع للانفصاليين) وفي بعض الأحيان يدوس أناس على ألغام. لا نراها البتة، وهناك لا وجود لأي لافتات تحذيرية".

وأسفر النزاع في شرق أوكرانيا عن سقوط ما يقرب من 9200 قتيل منذ اندلاعه قبل عامين. وعلى رغم التراجع الكبير في حدة المعارك منذ ارساء هدنة جديدة في ايلول/سبتمبر 2015، لا تزال اعمال عنف متقطعة اضافة الى الالغام المنتشرة في المنطقة الحربية خصوصا، تحصد المزيد من الضحايا.

وأظهر تقرير صادر في آذار/مارس عن بعثة رصد حقوق الانسان في الأمم المتحدة في اوكرانيا أن 21 شخصا قتلوا في شرق أوكرانيا و57 آخرين جرحوا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. وفي أكثرية الحالات، يعود السبب في ذلك إلى الألغام الأرضية بحسب التقرير الذي لم يعط أي ارقام محددة بهذا الشأن.

ولتقليص عدد الضحايا المحتملين، بدأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بنشر لوحات تحذيرية ضخمة. ففي الفترة الماضية، وحدها لافتات صغيرة كانت ظاهرة على الطرقات بعدما نصبها المقاتلون في أكثر الاحيان.

وقد نشرت الألواح ال15 الأولى التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر هذا الاسبوع في محيط بيريزوفيه الواقعة على امتداد الكيلومترات السبعة من الطريق التي تفصل بين نقاط التفتيش للسلطات الاوكرانية والانفصاليين حيث انفجر 15 لغما بينها واحد قاتل خلال الأشهر الستة الأخيرة بحسب هذه المنظمة.

وتوضح انا تشبتونوفا العضو في اللجنة الدولية للصليب الاحمر أن "هذه المنطقة خطرة جدا لناحية الالغام المنتشرة على قارعة الطريق"، مضيفة "الالغام والاسلاك غير ظاهرة تقريبا على قارعة الطريق كما أن السائقين والمشاة يدوسون عليها و(الالغام) تنفجر".

وتلفت تشبتونوفا إلى أن أكثرية الحوادث حصلت عند خروج مركبات من الطريق الرئيسية لتجاوز سيارات أخرى أمام مراكز التفتيش حيث يمكن للطوابير أن تمتد على كيلومترات ما يعني ساعات وحتى اياما من الانتظار.

في مطلع شباط/فبراير، داست حافلة صغيرة على لغم خلال محاولتها تجاوز طابور الانتظار أمام مركز تفتيش آخر على بعد عشرات الكيلومترات من هذا المكان. وقضى ثلاثة أشخاص في هذه الحادثة.

ونظرا إلى حجم المشكلة، تعتزم اللجنة الدولية للصليب الأحمر مواصلة عملها. كذلك من المقرر وضع لافتات أخرى قريبا عند نقطة التفتيش في بيتشيفيك في جنوب منطقة دونيتسك.

ويدعم السكان بنسبة كبيرة هذه المبادرة، لكنهم يعتبرون أن المتحاربين عليهم أيضا وقبل أي شيء التركيز على عمليات نزع الالغام.

ويقول جورجي (55 عاما) وهو ينتظر وصول الحافلة في المنطقة "الرمادية"، "اللوحات التحذيرية ضرورية لكن الأهم هو أن يبدأ العسكريون بنزع الالغام في دونباس".

وتؤكد السلطات الأوكرانية أنها فككت اكثر من 44 الف لغم متفجر في منطقة النزاع خلال عامي 2014 و2015 محذرة في الوقت عينه من ان نزع الالغام الكامل في المنطقة قد يحتاج الى عشرة لا بل عشرين عاما، وذلك في حال وجد حل سريع للنزاع.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

AFP

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022