العام 2012 هو عام الانتصارات والوحدة الفلسطينية

العام 2012 هو عام الانتصارات والوحدة الفلسطينية
نسخة للطباعة2012.11.29

كتبها: د. فايز عمرو – كييف

إن من حق الفلسطينيين في الضفة وغزة أن يحتفلوا ويفتخرون بذلك النصر على العدوان الهمجي على أهلنا في القطاع. ذلك  القصف المجنون الذي عانت منه غزة، وضعهم جميعا تحت خطر الموت وقتل الأطفال والنساء أو الإصابة أو تدمير الممتلكات.

وحين يتوقف، فإن من نجا لا بد وأن يبتهج، أما الذين استشهدوا، فأرواحهم عندالباري عز وجل.

أما التهدئة التي حصلت فكانت مشرفة، كما كانت المقاومة مشرفة بكل الأطياف، ولقد سمعنا الأخ خالد مشعل في تقديم قراءة حماس لحرب غزة، ناسبا الفضل لأهل القطاع في الصمود، فالصمود لمواطني غزة، والتضامن لمواطني الضفة، والصواريخ قصيرة المدى لأبطال المقاومة، والصواريخ بعيدة المدى لإيران، أما الغلاف السياسي للنصر فهو لمصر مرسي وجهاز المخابرات العامة المصرية، ولتركيا وقطر.

وأختتم بأن هذا النصر ستتلوه انتصارات أخرى، وفي السياق السياسي أعلن السيد خالد مشعل موافقته على إقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967.

إن السيد خالد مشعل يعرف اننا نجابه عدوا لا يريدنا أن نقاوم ولا أن نسالم على قاعدة الحد الممكن من العدالة.

وبهذا المنحى، أظهر الرجل الكثير من العقلانية ومن التحلي بالمسؤولية؛ وفي اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد ترحيب الحركة بخطوة الذهاب للأمم المتحدة للحصول على صفة دولة مراقب.

وأكد دعمه لمسعى رئيس السلطة الوطنية محمود عباس لرفع مكانة فلسطين بالجمعية العامة إلى دولة مراقب، وذلك بعد تأكيد الأخير على أن جميع الأطياف السياسية الفلسطينية تؤيد مسعاه.

أما نصر الاستحقاق الفلسطيني ونجاح المشروع المقدم للجمعية العامة لرفع مكانة فلسطين إلى دولة غير عضو "مراقب" بفارق كبير، فإن استطلاعات الرأي تأكد أن 150 دولة ستصوت لصالح الطلب الفلسطيني من بين الأعضاء البالغ عددهم 193.

إن هذه الخطوة تفتح الباب أمام طريقة تعامل المجتمع الدولي مع قرارات متعلقة بالقضية الفلسطينية، وإن الاعتراف بدولة فلسطين ينطوي على مزايا لها علاقة بكيفية تعامل المجتمع الدولي وإنفاذ قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، مثل اتفاقية جنيف وغيرها لإرجاع الحقوق الفلسطينية.

إن توجه الرئيس أبو مازن للأمم المتحدة للحصول على دولة مراقب هامة فى وقت نعانى فيه من تعنت الاحتلال الإسرائيلي وتسارع وتيرة الاستيطان وتهويد المقدسات، وازدياد واضح فى همجيته ضد الشعب الفلسطيني، وستكون هذه خطوة للمطالبة بالاعتراف بدولة فلسطين في مجلس الأمن مفتوحة لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية المنصفة لشعبنا وتحقيق مطالبه العادلة.

أن النجاح المرتقب لمساعي القيادة الفلسطينية في الأمم المتحدة سوف يفرغ المشروع اليميني الإسرائيلي، الذي أسس له شارون وانتهجه تحالف نتنياهو – ليبرمان من مضمونه، حيث سيتم تثبيت حقيقة أن الضفة الغربية بما فيها القدس هي أراض محتلة، وليست متنازع عليها كما تدعي حكومة الاحتلال و داعميها، مشددا على أن وضع الضفة الغربية و قطاع غزة كأراض محتلة مذكورة بقرارات أممية سابقة ووثائق دولية عديدة، وتشكل قاعدة للجهود الدولية في إطار العملية السياسية، الا أن كونها أراض دولة معترف بها أمميا يعزز وضعيتها ويضعف أية ادعاءات أخرى.

المشكلة في الجمعية العامة ليس النجاح أو فشل ما سيحصل، إنما النجاح وحجم الحصاد، الذي يمكن لمشروع القرار الفلسطيني أن يحققه؛ بمعنى هل هدف العضوية غير الكاملة لدولة فلسطين سيحصد تصويت ما يزيد على 150 دولة؟، أم سيكون أقل من عدد الدول المعترفة بدولة فلسطين، وعددها 133.

وأما الإدارة الأمريكية، فهي لا تريد للعضوية غير الكاملة للدولة الفلسطينية على حدود 67 أن تحصد عددا كبيرا من المؤيدين، طالما فشلت في ثني الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية عن التوجه للأمم المتحدة.

لذا ستلجأ إلى خيار آخر، وهو تقليص عدد الدول المؤيدة للهدف الفلسطيني إلى الحد الأقصى، فضلا عن تنفيذ تهديداتها الأخرى ضد الرئيس أبو مازن والسلطة الوطنية ومنظمة التحرير، مثل إغلاق مكتب التمثيل الفلسطيني وإيقاف المساعدات، الواقفة أصلا منذ عام، وغيرها من السياسات غير الايجابية، لكن أميركا لن تكون مع انهيار السلطة، لهذا هددت كلينتون نتنياهو وليبرمان وغيرهما من قادة الدولة العبرية بعدم المجازفة في حل السلطة.

إذا لا خوف على الارتقاء الى العضوية غير الكاملة للدولة الفلسطينية، غير أن الرغبة الفلسطينية هي في تحقيق حصاد عظيم للعضوية، من خلال زيادة الدول المؤيدة لبعض الحق الفلسطيني.

إن التوجه إلى الأمم المتحدة سيضعف محاولات سلخ قطاع غزة عن بقية أنحاء الوطن، خصوصا بعد أحداث العام 2007، و سيحد من تدخلات جهات مستفيدة من حالة الانقسام الحالي، وأولها دولة الاحتلال، ثم من والاها من عرب وعجم.

والآن، وبعد أن يعود الرئيس الفلسطيني، أصبح من الضرورة إنجاز المصالحة الوطنية كأولوية وطنية، مستفيدين من الأجواء الإيجابية بعد الانتصار الذي حققته وحدة المقاومة الفلسطينية في غزة، والاعتراف الأممي بفلسطين، لنضيف انتصارا جديدا للشعب الفلسطيني بوحدة الصف، ونبدأ مرحلة جديدة ما بعد الاعتراف.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس

العلامات: 
التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022