خيبات الأمل والانتصارات الأوكرانية في سنة 2020

نسخة للطباعة2020.12.18
يفهين ماهدا - مدير "معهد السياسة العالمية"

حصيلة السياسة الخارجية الأوكرانية في سنة 2020: إخفاقات وخلافات وانتصارات وآفاق. وبالأحرى، يجب إعادة اجتياز الامتحان في غالبية التحديات الرئيسية.

بدأت السنة بالنسبة للدبلوماسية الأوكرانية بعثرة مخيبة، إذ من الصعب وصف الزيارة شبه السرية التي قام بها فولوديمير زيلينسكي برفقة أندري يرماك إلى عمان بالناجحة، مع ظهور حالة طارئة في نفس الوقت تقريبا: إسقاط طائرة الركاب التابعة للخطوط الجوية الدولية الأوكرانية في إيران. 

واجهت أوكرانيا حينها تحديا مزدوجا في السياسة الخارجية، ولم ترد عليه بالشكل المناسب حتى الآن. 

التجارة مع عمان، رغم الجهود، لم تنمو على مدار العام،  بينما الجهات الرسمية في طهران تواصل التهرب من المناقشة الموضوعية لقضية تعويض أسر ضحايا تحطم الطائرة.

خيبات الأمل

فيما يتعلق بتسوية الصراع الهجين في دونباس، لم يبلور اجتماع قادة "رباعية النورماندي"، الذي جرى في باريس يوم 9 ديسمبر 2019، أي استمرار منطقي له. 

الجانب الأوكراني قام بكل ما يستطيع من أجل ذلك: فلقد وافق على فك اشتباك القوات على عدة محاور من خط المواجهة، ورفع مستوى تمثيله في مجموعة الاتصال الثلاثية في مينسك، وفتح معابر جديدة (نقاط تفتيش). 

في المقابل لا شيء: الكرملين يختبئ على عادته وراء الدمى في "جمهوريات دونباس الشعبية الشابة"، مطالبا كييف بتقديم المزيد من التنازلات.

احتفلت روسيا بالذكرى السنوية لقمة باريس بطريقتها: بفرضها عقوبات على مجموعة جديدة من البرلمانيين والمسؤولين الأوكرانيين، حتى لا تطرح الأسئلة. 

يقولون بالمناسبة إن يرماك، مدير مكتب الرئيس، أبعد بالكامل المسؤولين في وزارة الخارجية العاملين في الاتجاه الروسي عن اتخاذ أي قرارات.

إذا، قد تكون هناك انتصارات تصم الآذان على الأقل على طريق التكامل الأوروبي السريع، لكن قمة أكتوبر بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي لم تحرز تقدما عظيما، حتى أن رئيس الدبلوماسية الأوروبية، جوزيب بوريل، أضطر إلى التنصل من قوله "الاتحاد الأوروبي ليس صرافا آليا أو مؤسسة خيرية"، الذي صدر عنه في مقابلة سبقت زيارته إلى كييف. 

قرار المحكمة الدستورية، الناسف لإجراءات مكافحة الفساد، أعطى بروكسل سببا وجيها جديدا لانتقاد كييف.

تأجلت قمة الشراكة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي إلى فبراير 2021. طلبت كييف من بروكسل مراجعة اتفاقية الشراكة لصالح أوكرانيا. 

حسنا، لنرى كيف سيجيبون. هناك فرصة للترويج لاتفاقية "الأجواء المفتوحة" و"إلغاء التأشيرة للمصنعين" العام المقبل، وهذا بالنسبة للدبلوماسيين الأوكرانيين يشكل تحديا حقيقيا وهدفا هاما.

الانتصارات

في عام 2020، انضمت أوكرانيا إلى برنامج الإمكانيات الموسّعة لحلف الناتو، وأصبحت العضو السادس فيه.

أجل، إنها خطوة تظهر من ناحية مستوى الثقة العالي الثابت بين بروكسل وكييف ومستوى تقييم الحلف لإصلاحات القوات المسلحة الأوكرانية ودور أوكرانيا، ومن ناحية أخرى، المشاركة في البرنامج لا يمكن تحل محل خطة الحصول على عضوية الناتو. 

يتعين على أوكرانيا في اللعبة الأوروبية الأطلسية الصعبة أن تكون مستعدة لمنعطفات جديدة، وأن تتذكر دائما إمكانية اعتراض بودابست على ذلك.

تعد اتفاقية التعاون السياسي والتجارة والشراكة الاستراتيجية، التي وقعت خلال زيارة الوفد الأوكراني برئاسة زيلينسكي إلى لندن، نتيجة ممتازة. وبالطبع، تعوّل أوكرانيا على بريطانيا في إقامة تفاهم متبادل مع الولايات المتحدة.

كان مثلث لوبلين (ليتوانيا وبولندا وأوكرانيا)، الذي أعلنه وزراء خارجية الدول الثلاث في يوليو، خطوة أخرى من أجل زيادة الاستعداد لمواجهة التهديدات الهجينة الروسية وتعزيز الأمن الأوروبي. المشروع مدعوم بخمس سنوات من خبرة اللواء البولندي الليتواني الأوكراني المتمركز في لوبلين.

تطلبت جائحة الفيروس التاجي جهودا غير عادية من وزارة الخارجية الأوكرانية، التي وفرت الإجلاء رغم إغلاق الحدود، وقامت بأشياء كثيرة لصالح المواطنين. ولكن وزارة الشؤون الخارجية سوف تحتاج إلى بذل جهد ليس أقل من أجل حماية حقوقنا في التحرك في عالم ما بعد كورونا، والعمل من أجل عدم اعتماد التمييز ضد المسافرين الأوكرانيين.

رغم الجهود الجبارة للبرلماني أندري ديركاش، الذي ذاع علنا وأكثر من مرة التسجيلات، التي بدت أنها لصوتي جو بايدن وبيترو بوروشنكو، فضلت أوكرانيا أن تلعب دور المراقب الخارجي للانتخابات الرئاسية الأمريكية. 

نظرا لتأخر عد الأصوات في الخارج، كان هذا بالتأكيد أفضل خيار، على الرغم من أن الرابح والخاسر في سباق الولايات المتحدة الرئاسي  لن يكون لديهم على الأرجح مشاعر دافئة تجاه أوساط كييف الرسمية.

وأخيرا، حول أكبر نجاح للدبلوماسية الأوكرانية الهجينة. برأت محكمة الاستئناف في نوفمبر بميلانو الضابط فيتالي ماركيف وأفرجت عنه، بعد أن حكم عليه في تموز/يوليو 2019 بالسجن 24 عاما لقتل المصور الإيطالي أندريا روكيلي بالقرب من سلافيانسك. 

كانت "قضية ماركيف" مرتبطة بالتأثير الروسي على الشؤون الأوروبية بلا شك، ولقد تحققت العدالة بفضل الجهود المشتركة لدبلوماسيينا، والجالية الأوكرانية في إيطاليا، ووزير الشؤون الداخلية أرسين أفاكوف.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

أوكرانيا برس - "كوريسبوندينت"

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022