أمينة أكوييفا.. مسلمة تقاتل "بوتين" في شرق أوكرانيا

أمينة تتوسط عددا من جنود كتبيتها
نسخة للطباعة2015.11.07

صفوان جولاقرئيس التحرير

ابتسامتها وملامح وجهها لا تدل على شدة أو قسوة، لكن الحديث معها حول احتلال روسيا للقرم، ودعم موسكو للانفصاليين الموالين لها في شرق أوكرانيا، كفيل بأن يغير تعابير وجه أمينة أكويفا، ويبرز ما لديها من حقد على روسيا، وعلى رئيسها فلاديمير بوتين.

أكويفا مسلمة أوكرانية تبلغ من العمر 32 عاما، ولدت في مدينة أوديسالأسرة تنحدر من أصول شيشانية، وهي متزوجة من آدم أوسماييف الذي اعتقلته القوات الأوكرانية عام 2012 بتهمة التخطيط لاغتيال الرئيس الروسي بوتين.

أمينة حكت لنا كيف شاركت في احتجاجات "الميدان الأوروبي"، التي أطاحت بنظام الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش بين نوفمبر 2013 وفبراير 2014، عندما كانت طبيبة متطوعة لمداواة جرحى الاشتباكات مع قوات الأمن آنذاك.

"احتجاجات الميدان كانت فرصتي لإثبات براءة زوجي من اتهامات الموالين لروسيا، ولتغيير نظام زاد من معاناة الشعب الأوكراني بدل أن يعمل لصالحه"، تقول أكويفا.

إلى الجبهة

بعد نصف عام من الإطاحة بنظام يانوكوفيتش، برأ القضاء زوجها أسماييف من تهم الإرهاب ومحاولة الاغتيال، فسارعتمعه للالتحاق بكتائب تطوعية تقاتل الانفصاليين المدعومين من قبل موسكو في شرق البلاد.

من عالم المداواة تحولت أكويفا سريعا إلى عالم الحرب الذي تعيش فيه منذ شهر أغسطس 2014، كجندية في كتيبة "البوابة الذهبية" التابعة لوزارة الداخلية الأوكرانية، تعسكر في منطقة لوهانسك التي يسيطر الانفصاليون على أجزاء واسعة منها.

تقول أكويفا: "مشاركتي واجب ديني ووطني، فروسيا اعتدت على دولتنا الآمنة أوكرانيا، واعتدت قبلها على دول القوقاز جميعا، ولهذا سأبقى في مكاني، وسأقوم بدوري كما كانت الصحابيات يقمن بدور دعم الجيش. سأقاتل وأعالج الجرحى ما استطعت".

مسلمو الجبهة

بفخر تتحدث أكويفا عن مشاركتها في القتال رغم الصعوبات والمخاطر، وعن وجود "أعداد كبيرة" من المسلمين في صفوف القوات الأوكرانية.

"صفوف كتائب الجبهة تضم ما لا يقل عن ألف جندي مسلم، سواء التحقوا بالجيش بعد التعبئة، أو تطوعوا للدفاع عن أوكرانيا، وهم أوكرانيون أسلموا، أو ينحدرون من أصول إسلامية كالتتار والشيشانيين وغيرهم"، تقول أكويفا.

وتضيف أنها وجميع المسلمين يقاتلون في صفوف القوات الأوكرانية دون أية مشاكل تذكر، يجمعهم حب الوطن وكراهية المعتدي، على حد وصفها.

ولفتت إلى وجود كتائب يشكل جنودها المسلمون غالبية، ككتيبة تحمل اسم الرئيس الشيشاني السابق "جوهر دوداييف"، وكتيبة "القرم" التطوعية التابعة لوزارة الداخلية، وحتى كتيبة "مريم العذراء" التي شكلها الشيشانيون، وتضم مسلمين ومسيحيين.

تقول أكويفا: نمارس في الجبهة تعاليم ديننا كما نريد. صمنا رمضان على صعوبة ذلك، ولكننا استطعنا، وكان زملاؤنا من غير المسلمين يساعدوننا".

كراهية بوتين

سألنا أكويفا عن غرابة في أمرها، فمهنتها وصورها قبل الأزمة لا تدل على الحال الذي هي فيه الآن، وحقدها الشديد على بوتين سمة لافتة لكل حديث معها.

قالت: "أنا إنسانة أحب مخالطة الناس وكسب الأصدقاء؛ ليس من طبعي القسوة أو الحقد، ولكني ما بداخلي إرادة قوية للنصر على طاغية سجن بأمر منه زوجي المعارض له، يحارب الإنسانيةوالشعوب كهتلر وستالين، بدأ حربا على شعوبنا في القوقاز، وأشعلها مؤخرا في وطننا أوكرانيا".

وتابعت قائلا: "زج بوتين بعصابات شيشانية في شرق أوكرانيا، ليقتلوا ويسرقوا بأوامر منه ومن رمضان قاديروف إقليم الدونباس، محاولين إقناع الأوكرانيين بأن الشيشانيين والمسلمين مع روسيا".

وختمت بالقول: "نأسف لمشاركة شيشانيين في القتال ضد أوكرانيا، لكننا لا نعتبرهم شيشانيين، فهم مرتزقة بلا ضمير، ومسلمو أوكرانيا أثبتوا أنهم أكثر بكثير من المرتزقة، وأنهم يقاتلون في سبيل الله، وفي سبيل وحدة وسلامة أراضي أوكرانيا".

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022