أوكرانيا في مواجهة مع "شبح التقسيم والانفصال"

أوكرانيا في مواجهة مع "شبح التقسيم والانفصال"
جندي روسي يقف أمام إحدى القواعد العسكرية الأوكرانية بالقرم
نسخة للطباعة2014.03.04

محمد صفوان جولاقرئيس التحرير

يتجه إقليم شبه جزيرة القرم نحو الانفصال عن أوكرانيا، فسلطاته الجديدة رفعت العلم الروسي على المباني الحكومية، ودعت إلى استفتاء لتقرير المصير نهاية الشهر الجاري، بينما باتت القوات الروسية منتشرة في معظم أرجائه، ومطوقة لجميع القواعد العسكرية الأوكرانية فيه.

ولا يقتصر هذا الأمر على القرم جنوبا فحسب، فقد شهدت عدة مدن في شرق أوكرانيا مظاهرات تأييد لروسيا ضد سلطات كييف الجديدة، كما شهدت اقتحام مباني حكوماتها المحلية، ورفع العلم الروسي عليها بدلا عن الأوكراني، كمدينتي خاركيف ودونيتسك.

ومن هنا، يجمع معظم الساسة والمراقبين على أن الأوضاع في القرم وشرق البلاد لا تخضع لسيطرة سلطات العاصمة، وتتجه نحو الانفصال فعلا، لكنهم يختلفون عن حقيقة هذا التوجه، بين من يراه مصطنعا بدعم من قبل روسيا، وآخرين يرون فيه رغبة شعبية حقيقية.

دعم روسي

لا تجاهر روسيا بدعم الانفصال، ولكن من المؤكد أنها تدعم سلطات القرم ذات التوجه الانفصالي، مستجيبة لطلبات تقديم الدعم الاقتصادي والأمني للحفاظ على حقوق وسلامة القرميين والرعايا الروس، بينما تدور شكوك حول دعم الروس للحراك الانفصالي في باقي أقاليم ومدن الشرق والجنوب.

أليكسي غاران مدير مركز التحليل السياسي بالعاصمة كييف، قال في حديث هاتفي معنا إن روسيا داعم مباشر لذلك الحراك، لا بهدف الانفصال، بل بهدف زعزعة استقرار الدولة والضغط على السلطة.

وأوضح أن موسكو معنية بدولة تابعة لها على حدودها الغربية، أو في منطقة رمادية لا توالي الغرب، وهذا ما تعمل على خلقه الآن، باحتلال أراضي القرم، أو بدعم انفصال أخرى، أو حتى حصولها على نظام حكم مستقل.

واستشهد غاران على هذا الرأي بالقول إن رفع العلم الروسي ظاهرة لم تعرفها سابقا مدن الشرق والجنوب، حتى عند الثورة البرتقالية 2004 الموالية للغرب، ولا يمكن فهم ما يحدث هذا اليوم إلا بالإشارة إلى موسكو.

واعتبر أن هذا الحراك يستغل انهماك السلطة بملء الفراغ السياسي والأمني، بعد هروب الرئيس المعزول فيكتور يانكوفيتش ومعظم المسؤولين في نظام حكمه، ومؤكدا أنها سيفشل بسبب رفض الشعب له.

رغبة شعبية

وبالمقابل يرى مسؤولون ومحللون آخرون أن "اليوروميدان" في العاصمة كييف لم يكن محل إجماع الأوكرانيين، بل قسمهم إلى شرق وجنوب رافضين، وغرب كان ولا يزال متطلعا إلى الغرب.

أبرز أصحاب هذه الرؤية هو رئيس الحكومة القرمية الجديد سيرغي أكسينوف، الذي اعتبر أن غالبية الشعب الأوكراني تريد الحفاظ على علاقاتها التاريخية والاستراتيجية مع روسيا، وترفض الغرب الذي يدعم "سلطة الفاشيين" لتصفية حسابات قديمة مع موسكو.

ولمح أكسينوف مرارا –كما لمح نواب روس- إلى أن روسيا ستدعم مصالح الشعب الأوكراني وحقوق رعاياها الروس في جنوب وشرق البلاد.

رفض التقسيم

وفي خضم هذا الجدل وتباين الرؤى، أظهر استطلاع للرأي أعده مركز "رازومكوفا" للدراسات الاجتماعية أن غالبية الأوكرانيين يرفضون فكرة التقسيم، و84.5% منهم يعتبرون أنفسهم "أوكرانيين وطنيين".

واللافت في نتائج هذا الاستطلاع أن نسبة المعارضين للانفصال في جنوب البلاد (القرم وبعض المدن الأخرى) تصل إلى 72%، وإلى 88.4% في الشرق، وإلى 99% في الغرب.

وبين الاستطلاع أيضا أن 61% من الأوكرانيين ضد فكرة فيدرالية الدولة، التي تؤيدها نسبة 16%.

وأظهر أن 81% من الأوكرانيين ضد انضمام أجزاء من الأراضي الأوكرانية إلى روسيا، وأن نسبة لا تزيد عن 6.5% تؤيد ذلك الانضمام.

كما بين أن نسبة 61% من الأوكرانيين لا تعتبر أن ثمة اختلافات وخلافات تذكر بين شرق البلاد وجنوبها وغربها.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022