الغاز الروسي.. حرب أم أداة حرب في أوكرانيا؟

الغاز الروسي.. حرب أم أداة حرب في أوكرانيا؟
المصانع والمركبات تعتمد بنسبة 50-70% على الغاز الروسي
نسخة للطباعة2014.06.13

 

محمد صفوان جولاقرئيس التحرير

أوكرانيا ترفض دفع 500 دولارعن كل ألف متر مكعب من الغاز الروسي، ولا تقبل كذلك بعرض قدمته موسكو لخفض السعر إلى نحو 385 دولار، فهذا السعر "سياسي بحت" كما يصفه رئيس الوزراء أرسيني ياتسينيوك.

اللقاءات الثلاثية المتكررة بين أوكرانيا وروسيا والاتحاد الأوروبي لم تفلح بالوصول إلى حل توافقي، فأوكرانيا تصر على إعادة السعر إلى 286 دولار، الذي منح لنظام الرئيس المعزول قبل أشهر، وروسيا ترى في هذا الإصرار "وقاحة"، كما قال اليوم أليكسي بوشكوف رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما.

ويؤكد ياتسنيوك أيضا أن بلاده سددت "جميع ديون الغاز التي تعترف بها لموسكو"، المقدرة بنحو 2 مليار دولار من أصل نحو 11 مليارا لا تعترف بها، ويهدد بين الحين والآخر باللجوء إلى محكمة ستوكهولم الدولية إذا لم تتراجع روسيا عن قرار رفع الأسعار الذي اتخذته بعد الإطاحة بالرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش الموالي لها.

قتل الاقتصاد

ويرى مسؤولون أوكرانيون أن روسيا ورقة الغاز القديمة الجديدة لضرب الاقتصاد الأوكراني بمقتل، في ظل اعتماده على إمدادات الغاز الروسي، التي باتت باهظة الثمن، أو حتى مهددة بالوقف.

سيرهي سوهوليف رئيس كتلة حزب الوطن "باتكيفشينا" الحاكم في البرلمان، قال إن روسيا تستخدم اليوم جميع أوراقها في حرب غير معلنة تشنها، هدفها إفشال نظام الحكم الأوكراني الجديد ذوي التوجه الأوروبي، ومنها ورقة الغاز لخنق الاقتصاد، الذي يعتمد بنسبة 50-70% على الغاز الروسي، في المصانع وحركة المواصلات.

وفي سياق متصل قال أنتون فرولوف مسؤول التسويق في شركة "كلو" للمحروقات، قال إنه يتوقع ارتفاع أسعار الغاز وباقي المحروقات بنسبة تتراوح بين 50-75% قريبا، ليزيد سعر ليتر الغاز عن 1.5 دولار، وهذا يعني مزيدا من الأعباء لشريحة واسعة من المواطنين، و"موتا" للكثير من الشركات الصغيرة، برأيه.

لا عودة

لكن خبراء اقتصاد يرون أن أوكرانيا وصلت في أزمة الغاز إلى نقطة "الاتفاق أو اللاعودة"، حتى لا تبقى أسيرة "المزاج الروسي"، كما يصفه بعضهم.

إيغور بوراكوفسكي عميد معهد الدراسات الاقتصادية في كييفإيغور بوراكوفسكي عميد معهد الدراسات الاقتصادية في كييف، قال: "وقف الاعتماد على الغاز الروسي كارثي، ولكنه شراءه بالسعر الحالي (500 دولار للألف متر مكعب) ليس أقل كارثية، ولهذا فخيارات أوكرانيا محدودة، فإما الاتفاق على سعر توافقي، أو التحول إلى رفع أسعاره والضرائب محليا في ظل عدم وجود بدائل، لسداد الديون الروسية وديون صندوق النقد الدولي".

وقال بوراكوفسكي: "روسيا خفضت الأسعار للرئيس السابق، ولا أحد يعرف ما كان الثمن الحقيقي لتلك الصفقة، ثم رفعتها دون سابق إنذار في وجه السلطات الحالية، لتنهك الميزانية وجيوب الأوكرانيين الذين يتراوح متوسط دخل معظمهم بين 300-400 دولار.

ورأى أن ارتفاع أسعار الغاز سيضع البلاد في أزمة إفلاس وديون وبطالة وتضخم قريبا، وأن من أولويات السلطات التحول نحو خفض الاعتماد على الغاز الروسي شيئا فشيئا، والبحث عن بدائل رغم كل الصعوبات.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022