بعد اعتداء على مسؤول تتري.. تأجج التوتر بين التتار والروس في القرم (صور)

بعد اعتداء على مسؤول تتري.. تأجج التوتر العرقي بين التتار والروس في القرم
الاعتداء على عبداللايف يعتبر الأول من نوعه على مسؤول تتري في القرم
نسخة للطباعة2013.01.31

تأجج التوتر العرقي مجددا بين التتار والروس سكان إقليم شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا، وخاصة بعد اعتداء بالضرب استهدف قبل يومين رئيس الهيئة التشريعية لمجلس شعب تتار القرم، الذي يعتبر أكبر مؤسسة تترية ذات طابع سياسي في أوكرانيا.

وذكرت مواقع تترية وقرمية أن مجموعة من الشبان مجهولي الهوية ضربوا كورتسييت عبداللايف رئيس الهيئة (57 عاما) بأنبوب حديدي على رأسه، ما أدى إلى كسر في الجمجمة، ثم قاموا بركله وضربه بعد سقوطه أرضا، ليودع بعد ذلك المستشفى في حالة خطر لا تزال مستمرة.

وقد سبق الاعتداء بأيام هدم لأساسات بيوت تترية في أراض متنازع عليها بين التتار والروس، لم تحسم السلطات المحلية مصيرها، وذلك من قبل مجهولين أيضا.

ومجددا وجه التتار أصابع الاتهام إلى حزب "الوحدة الروسية" وجماعات روسيا أخرى لا تخفي معاداتها لهم ولوجودهم في الإقليم، وهي التي أعلنت سابقا مسؤوليتها عن أعمال عدة نفذت ضدهم، في حين سجل الاعتداء والهدم الأخيرين ضد مجهولين لدى السلطات كما جرت العادة، وصنفت "كأعمال شغب".

اضطهاد ممنهج

ويعتبر مسؤولون تتار أن ما يحدث في القرم تعدى مرحلة التقصير والمماطلة من قبل السلطات، وبات اضطهادا عنصريا ممنهجا ضدهم، وخاصة خلال الشهرين الماضيين.

وحول هذا الرأي أوضح علي حمزين رئيس قسم العلاقات الخارجية بالمجلس أن تجدد وتكرار الاعتداءات على التتار خلال الشهرين الماضيين لم يكن مسبوقا، وخاصة الاعتداء على واحد من أبرز الشخصيات لديهم.

وأشار في ذات السياق إلى تنظيم أطراف روسية معرضا للزعيم السوفيتي الراحل جوزيف ستالين أواخر الشهر الماضي، تضمن صورا لما خلفه قراره تهجير جميع التتار قسرا في العام 1944، وهو مأساة أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 300 ألف تتري، ولا تزال تداعياته الاجتماعية والاقتصادية باقية في حياتهم حتى يومنا هذا.

وأشار أيضا إلى حادثة إلقاء زجاجات حارقة على مقر حارس المسجد الجامع في مدينة سيمفروبل، والاعتداءات بالهدم والتخريب على مقابر التتار المسلمين وأسوار بيوتهم في مختلف أرجاء القرم.

ويقول حمزين: التتار باتوا مضطهدين في وطنهم، فالسلطات تهمش قضاياهم، وتتعمد السكوت عما يحدث لهم من اعتداءات، ونحن لم نلمس أي تحرك جدي في اتجاه حل قضايانا ومعاقبة المعتدين، حتى وإن كانوا معروفين ومعترفين.

وعبر عن خشية التتار من سيناريوهات محتملة تعد، تستهدف زعزعة وحدة الإقليم ووجوده ضمن الحدود الأوكرانية مستقبلا.

ضغط حقوقي

وعلى صعيد أخر، طالبت منظمات حقوقية بولندية السلطات الأوكرانية لإغلاق عدة جمعيات وأحزاب روسية في القرم، وذلك لما تقوم به من اعتداءات بحق التتار.

وتحدث حمزين عن حملة حقوقية تنظمها منظمات غربية للضغط على السلطات الأوكرانية في ظل صمت نظيراتها الأوكرانية، وعن نية المجلس نقل قضية التتار إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، بعد أن ضاق بهم الذرع، ومالت أمورهم نحو التدهور.

يذكر أن تعداد التتار يقارب 20% من إجمالي عدد سكان القرم البالغ نحو 2.5 مليون نسمة، بينما يشكل الروس نحو 40%، ويشكل الأوكرانيون نسبة تقارب 30%، وينتمي الباقون إلى قوميات وأعراق أخرى.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة نت

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022