سيناريوهات خمس متوقعة لتطور الأحداث في شرق أوكرانيا

سيناريوهات خمس متوقعة لتطور الأحداث في شرق أوكرانيا
وحدات من قوات الجيش الأوكراني
نسخة للطباعة2015.06.21

فلادمير غوربولين - كييف

اعتبر مستشار الرئيس الأوكراني فلاديمير غوربولين أن الصراع في شرق أوكرانيا ومنطقة الدونباس سينتهي الى خمسة مسارات، ثلاثة منها تعتبر حلولا ردايكالية بحسبه.

وكتب غوربولين في مقالة مطولة على صحيفة "مرآة الأسبوع" الأوكرانية، أن الوضع الحالي في الدونباس يبدو في طريق مسدود " لاحرب ولا سلام"، وباتت معه كل الأطراف المشاركة من قريب أو بعيد متضررة بشكل أو بآخر.

فأوكرانيا متضررة لأن الصراع تدور رحاه على أراضيها، وروسيا متضررة بسبب مشاركتها في هذا الصراع ومن العقوبات الاقتصادية الغربية التي تواجهها بسبب هذا الأمر، وحتى الدول الغربية، متضررة نتيجة لقطع علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع روسيا التي تعتبر سوق كبيرة للأوروبيين.

ويقرأ غوربولين السيناريوهات الخمسة المحتملة لتطور الأحداث في شرق أوكرانيا على النحو التالي:

السيناريو الأول: هو سيناريو " الحرب الشاملة" كما يسميه، وهو خاضع بحسب مستشار الرئيس الأوكراني الى قرار الحكومة الروسية بشن عدوان عسكري مفتوح من أجل ايجاد مسلك بري لشبه جزيرة القرم، والوصول دون عائق الى قواتها العسكرية في ترانسنيستريا. وفي هذه الحالة، سوف تحرم أوكرانيا من خيار تسوية محتملة في الدونباس، وستضطر للدفاع عن استقلالها، وذلك باستخدام جميع الموارد المتاحة. معددا في ذات السياق جميع التغييرات التي سيحملها هذا السيناريو في حال وقوعه على الأمة الأوكرانية.

السيناريو الثاني: هو سيناريو" الجدار" بحيث تفشل أوكرانيا في الحفاظ على هذه المناطق في صفوفها وتضطر الى القطيعة معهم، بحيث تصبح هذه المناطق تهم أوكرانيا من ناحية ضمان أمنها لا أكثر، كما ستسعى الى التكيف مع الوضع الجديد في غياب هذه المناطق ، على غرار السيناريوهات التي حدثت في جورجيا ومولدوفا وصربيا .

السيناريو الثالث: هو سيناريو "الأقمار الصناعية" كما سماه، وهو ايجاد سبل لتوفير سلام منفصل مع روسيا بشروط ميسرة تتجاهل مصالح الشركاء الغربيين، والاعتراف باستقلالية الدونباس، ورفض عودة شبه جزيرة القرم، مع ما سيكون لهذه المصالحة من حرمان السياسة الخارجية لأوكرانيا من استقلالها،  ومعادلة جزء كبير من مصيرها التاريخي مع المصير التاريخي للاتحاد الروسي. معتبر هذا السيناريو ذا  تهديد كبيرا للمجتمع الأوكراني من خلال إمكانية مشاركته في المغامرة الروسية في مواجهة الغرب.

السيناريو الرابع: "سيناريو التجميد" بحيث يتم فيه تجميد الصراع على غرار ترانسنيستريا وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، معتبرا هذا السيناريو مهم لروسيا التي تسعى اليه بكل الطرق، وكذلك جزء من الاتحاد الأوروبي ومعظم الطبقات الموالية لروسيا داخل المجتمع الأوروبي.

جوهر هذا السيناريو يكمن في حقيقة أن المناطق المتضررة من النزاع، تبقى تشكل جزءا من أوكرانيا وفقا لشروط خاصة، منها أن أوكرانيا سوف تتحمل العبء الاقتصادي لإعادة إعمار المناطق المدمرة، وفي الوقت نفسه و بحكم الأمر الواقع، فان الدونباس يبقى تحت رقابة روسيا، أين ستحاول التأثير على السياسة الخارجية والداخلية الأوكرانية.

السيناريو الخامس: سيناريو "لاحرب ولا سلام" أو"حرب محدودة وتفاوض دائم"، حيث تبقى حربا محدودة في نطاقها، وتوقيع المزيد من الخسائر في صفوف الموالين لروسيا من أجل اضعافهم، بينما تتجدد عملية التفاوض كل مرة دون تحديد للنتائج، وفي هذا السيناريو امكانية أوكرانيا للإنتقال التدريجي من عرقلة الخصم لإسقاطه ومن الدفاع السلبي إلى الدفاع الفعال، خاصة في ظل زيادة  العقوبات الدولية والعزلة الدبلوماسية على روسيا، يوافقه إصلاح ثابت وجذري في المجتمع الأوكراني، اضافة الى التقارب مع حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، فضلا عن تشكيل عدد من التحالفات الدفاعية مع بلدان الاتحاد السوفياتي السابق وأوروبا الوسطى. مؤكدا في الأخير  أن تجسيد هذا السيناريو يتطلب عقلا سياسيا وحنكة دبلوماسية كبيرة.

فلادمير غوربولين دكتوراه في العلوم التقنية، أكاديمي، أستاذ في الأكاديمة الوطينة للعلوم، مدير المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الأوكرانية ومستشار الرئيس الأوكراني.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الإعلام المحلي

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022