في ذكراه الـ22.. الاستقلال مناسبة لا تسعد جميع الأوكرانيين

في ذكراه الـ22.. الاستقلال مناسبة لا تسعد جميع الأوكرانيين
معظم سكان المناطق الغربية سعداء باستقلال بلادهم
نسخة للطباعة2013.08.26

محمد صفوان جولاق - رئيس التحرير

في الرابع والعشرين من شهر آب/أغسطس الجاري، احتفلت أوكرانيا بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لاستقلالها عن جسد الاتحاد السوفيتي السابق، الذي كانت جزءا منه لأكثر من 7 عقود، كما كانت منقسمة قبله لأكثر من قرن، بين التبعية لسلطة القيصرية الروسية في الشرق والمملكة البولندية في الغرب.

وبهذه المناسبة تقام الكثير من المراسيم والاحتفالات الرسمية والشعبية والفنية في معظم المدن، التي تستذكر الماضي، وتركز على خصائص اللغة والثقافة والهوية الأوكرانية التي طمست طويلا.

وبالرغم من حجم الاحتفالات بالاستقلال، بينت استطلاعات للرأي أن شريحة واسعة من الأوكرانيين لا تعتبر الاستقلال مناسبة سعيدة، وأنها تحن إلى أيام الاتحاد السوفيتي، وتدعو إلى الوحدة مع روسيا، لأسباب سياسية واقتصادية واجتماعية.

بين شرق وغرب

وتظهر الاستطلاعات التي قام بها مركز "سوتسغروب" للدراسات الاجتماعية في العاصمة كييف، تظهر أن معظم المؤيدين للاستقلال هم سكان المناطق الغربية،  حيث تصل نسبة التأييد إلى 90% من المستطلعة آراؤهم.

وتتراجع هذه النسبة كلما اتجهنا شرقا، لتقارب 70% في العاصمة كييف والمناطق الوسطى، ولتنحدر إلى ما يقل عن 35% في إقليم الدونباس المتاخم للحدود الروسية.

وفي إقليم شبه جزيرة القرم جنوبا، يعارض نحو 41% من السكان الاستقلال، ويرون أن على أوكرانيا أن تتحد مجددا مع روسيا والمعسكر الشرقي.

العامل الاقتصادي

ويفسر العامل الاقتصادي جزءا كبيرا من هذا الانقسام إزاء الاستقلال، بين من يرى في روسيا والشرق شريكا سياسيا واقتصاديا تاريخيا ورئيسيا للبلاد، وبين من يرى فيه تبعية، ويعتبر أن أمام البلاد خيارات اقتصادية أرحب في الغرب.

يقول أندريه يرمولايف الخبير في مركز "صوفيا" للدراسات الاقتصادية، إن الاتحاد السوفيتي ترك إرثا كبيرا من المصانع والصناعات في مناطق أوكرانيا الشرقية، وأهمل بنائها في المناطق الغربية بسبب النزعة التحررية التي سادت فيها، فتفضلت الأحوال الاقتصادية في شرق البلاد على غربها.

ويشير يرمولايف إلى أن معظم الثروات الباطنية الأوكرانية موجودة في أقاليم الشرق، كالفحم والحديد، ومعظم الصناعات الضخمة فيه مرتبطة بصناعات في روسيا، كالطائرات والأسلحة.

ويشير أيضا إلى أن الحدود الروسية ممر لنحو 80% من صادرات أوكرانيا، والسوق الروسي رئيسي بالنسبة لمعظم المنتجات الغذائية الأوكرانية، فلا عجب أن يحن سكان الشرق إلى الماضي، ويرون أهمية كبرى في تعزيز العلاقات مع روسيا، أو حتى الوحدة معها.

تداخل اجتماعي

كما يرجع محللون هذا الانقسام إلى العامل العرقي المشترك بين أوكرانيا وروسيا، وإلى عمق التداخل الاجتماعي بينهما في المناطق الشرقية والجنوبية.

وحول هذا الشأن يقول فياتشيسلاف شفيد المستشار الرئاسي السابق في قضايا الأمن القومي، إن العرق السائد في أوكرانيا روسيا وبيلاروسيا هو العرق السلافي، ولهذا تشترك شعوب هذه الدول بالكثير من العادات والجوانب الثقافية.

ويشير شفيد إلى أن الكثير من سكان المناطق الشرقية ينحدر من أصول روسية، بحكم الهجرة للعمل سابقا ثم الاستقرار فيها، وقد لا توجد أسرة أوكرانية دون أقارب في روسيا.

ويشير أيضا إلى أن نسبة 40% من سكان القرم ينحدرون من أصول روسية، وهم الذين قدموا للعمل في الصناعات البحرية وأسطول البحر الأسود العسكري، هذا بالإضافة إلى وجود أحزاب روسية في الإقليم تدعو إلى الوحدة مع روسيا، أو حتى بانفصال القرم عن أوكرانيا.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة نت

العلامات: 
التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022