الطّاجيك في أفغانستان أكثر مما هم في بلادهم!

د. أمين القاسم - باحث في تاريخ المنطقة

تعود نشأتُ الشعب الطاجيكي إلى أواسط الألف الأولى قبل الميلاد، عندما استقرت مجموعة من القبائل الرّحل الناطقة باللغة الفارسية القديمة في آسيا الوسطى، وامتزجت بدورها مع القبائل المحلية.

وبلاد الطاجيك كانت جزءا من "بلاد خراسان" التي وصلها الإسلام بين عامي 94- 96 هجرية، وجزءا مما سماه العرب أيضا "بلاد الصغد".

انتهت عملية نشأة النواة الرئيسية للشعب الطاجيكي في عهد الإمارة الساسانية، والساسانيون من الشعوب الفارسية السنية، وقد حكموا بين عامي (819- 999م) (أيام الدولة العباسية) واتخذوا من سمرقند ثم بخارى عاصمة لهم، ويعتبر الطاجيك امتدادا لهذه الدولة، ثم خضعت بلادهم لحكم الغزنويين ثم السلاجقة ثم المغول.

خضعت المناطق الشمالية من البلاد لحكم القيصرية الروسية منذ العام 1868م، فيما حكمت المناطق الجنوبية إمارة بخارى. 

وفي عام 1924م تم الإعلان عن قيام جمهورية طاجكستان السوفيتية ذات الحكم الذاتي، وفي العام 1929م تم تسميتها جمهورية طاجكستان السوفيتية، واستمرت إلى سقوط الإتحاد السوفيتي عام 1991م.

الطاجيك أقرب من الناحية العرقية إلى الفرس، ولكن أغلبهم من المسلمون السنّة، يصل عددهم إلى 30 مليون نسمة، ويتوزعون في بلدان: أفغانستان (يطلق عليهم فيها الفارسيين أو الدهقان)، وطاجكستان وأوزبكستان وقرغيزيا وباكستان وإيران وروسيا والصين.

اللافت أن عدد الطاجيك في أفغانستان يفوق نظيره في طاجكستان، وهم بذلك الشعب الوحيد بين شعوب آسيا الوسطى الإسلامية الذي تعيش أغلبيته خارج حدوده الدولية المعاصرة. إذ اضطروا مرات عديدة للهجرة بسبب الحروب الداخلية والخارجية ابتداء من نهاية القرن التاسع عشر وخلال الحرب الأهلية الروسية (1919- 1923)، وأخيرا خلال الحرب الأهلية الطاجيكية (1992- 1997م).

يصل عددهم في الأولى من 10-14 مليون نسمة، فيما عددهم في الثانية هو 7.5 مليون، وفي أوزبكستان حوالي 1.8 مليون.

يمارس الطاجيك عموما الزراعة (الحبوب)، وتربية الحيوانات (الأغنام - الخيول)، والتجارة.

يتحدث الطاجيك باللغة الطاجيكية، وهي من مجموعة اللغات الفارسية بلهجات مختلفة، كما أن اللغة الطاجكية في طاجكستان تكتب بالأحرف الكيريلية، وفي أفغانستان يتحدث الطاجيك (اللغة الدارية)، وتكتب بالأحرف العربية، وهي اللغة الرسمية الثانية في البلاد.

برز من شعب الطاجيك عدد من العلماء والشخصيات المشهورة منها: أبو مسلم الخرساني (718- 754م)، والأمير: إسماعيل الساماني (حكم 892- 907م)، والشاعر الأديب: أبو عبد الله الرودكي (860- 941م)، والعالم الطبيب: أبو علي ابن سينا (980- 1037م)، والشاعر والعالم: عمر الخيام (1048- 1131م)، والعالم الفيلسوف أحمد دانش (1827- 1897)، والأديب صدر الدين عيني (1878- 1954)، والقائد الأفغاني أحمد شاه مسعود (1953- 2001م)، والعالم والسياسي سيد عبد الله نوري (1947- 2006م)، والرئيس الأفغاني لمرتين: برهان الدين رباني (1940- 2011م).

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".