مئذنة فوق جبال الألب قصة مسجد بني في الحرب العالمية الأولى.. ثم اختفى

شارك الجنود البوسنويين المسلمين ضمن فوج البوشناق الرابع في الجيش النمساوي المجري خلال الحرب العالمية الأولى، وذلك على الجهة الواقعة حاليا على الحدود بين جمهوريتي سلوفينيا وإيطاليا، واعتبر هذا الفوج بمثابة قوات النخبة في الجيش النمساوي المجري.

قد قدم الجنود المسلمون البوشناق إلى المنطقة في ربيع عام 1916م وشاركوا في معركة إيسونزو التي جرت بين 29 يونيو 1915 إلى 14 مايو 1917م بين القوات النمساوية والإيطالية، وعرف عن المقاتلين المسلمين الشجاعة والصبر، وخلال الحرب لم يتمكن الإيطاليون أبدا من اختراق المواقع التي تمركز بها البوشناق.

سمحت حكومة الإمبراطورية النمساوية المجرية ببناء مسجد لجنودها المسلمين في أواخر خريف العام 1916م عرف بمسجد "لوغ بود مانغارتوم"، ويعد هذا أول مسجد بني على الأراضي السلوفينية الحالية.

موقع المسجد هو في أقصى شمال غرب جمهورية سلوفينيا في بلدة لوغ بود مانغارتوم، بمحافظة بوفيتس الواقعة على وادي نهر سوتشا، تحت سفح قمة جبل مانغارت (الذي يرتفع 2679م عن سطح البحر) على سفوح جبال الألب الشرقية قرب الحدود الإيطالية.

لكن بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، واستيلاء القوات الإيطالية على المنطقة، أهمل المسجد، ثم هُدّمت منارته عام 1918م، ثم دُمر المسجد بالكامل عمدا على يد السلطات الإيطالية في عشرينيات القرن الماضي، وذلك انتقاما من البوشناق الذين هزموهم في أكثر من واقعة.

ذكر المؤرخون بأنه وخلال الحرب العالمية الأولى كان من المقرر بناء مسجد آخر في نفس المنطقة.

وقد تمركز في هذه المنطقة ما بين 1000 إلى 1300 جندي مسلم، وسقط قتيلا منهم في المعارك على هذه المرتفعات أكثر من 300 جندي، وقد دفنوا في المقبرة العسكرية في لوغ بود مانغارت.

وقد بني "مسجد لوغ بود مانغارتوم" بالحجارة والخشب، وكان ارتفاع المبنى 8 أمتار، وله مئذنة واحدة بيضاء بإرتفاع 11م، وقبة بيضاء واحدة يعلو كل واحدة منهما هلال، وأحيط المسجد بسور حجري وبوابة من حديد، وكان يقع بقرب المسجد مقبرة إسلامية.

ويوجد بين أيدينا اليوم ستة صور للمسجد التقطهما وقتها ضابط نمساوي مجهول.

الإسلام اليوم في سلوفينيا

عدد المسلمين في سلوفينيا اليوم يبلغ 2.5 % من مجموع السكان البالغ 2 مليون.

وقد قام مسلمو سلوفينيا بتقديم طلب لبناء مسجد في العاصمة السلوفينية لوبليانا في العام 1967م، وللتوضيح لم يكن هؤلاء من نسل أولئك الجنود الذين قاتلوا وقتها، فقد انسحب القوات البوشناقية من المنطقة بعد تفاهمات بين الأطراف المتحاربة، وكانت سلوفينيا في ذلك العام ضمن يوغوسلافيا وقوبل طلبهم بالرفض، لكن الموافقة لبناء مسجد في ليوبليانا لم تمنح للمسلمين إلا في العام 2005م.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)